Monday, December 1, 2008

الإسلام السعودي (1-2)0

كثيرون هم من انتقدو الفنان الشهير محمد عبده عندما قال بأنه يفتخر ببلده السعودية و أنها أرض الإبداع و الجمال و الأهم من هذا كله حقيقة أن الرسول محمد سعودي الجنسية ! حيث تسببت هذه العبارة بموجة غضب عارمة بين مسلمي بلاد الرمال أولا لأن الرسول بنظرهم أهم من أي دولة و ذلك لا يستثني الدولة الدينية السعودية و ثانيا لأن هذه العبارة قد خرجت من مطرب فاسق و مارق و ماجن و لو أنهم سمعوها من احد المشايخ لقالو له لا فض فوك يا مولانا !0
-
انما الواقع الذي نراه اليوم و نستشفه من حال الإسلام و المسلمين يثبت بأن ما قاله الفنان محمد عبده عن الرسول هي كلمة حق يراد بها باطل ! أجل الأسلام الذي نراه اليوم في الكويت و في مصر و في سوريا و في المغرب و في الهند و باكستان(و حتى إيران) ما هو الا الإسلام السعودي من غير زيادة أو نقصان , و نعني بالإسلام السعودي التعاليم الدينية المشتقة من التقاليد و الممارسات القبلية , حيت تدعم النصوص الدينية تلك العادات القبلية و بنفس الوقت تدعم العادات القبلية هذه الأسس الدينية و تصور المجتمعات الأخرى المختلفة على أنها بعيدة عن النهج الإسلامي السليم .و نستطيع ان نقول بأن النبي محمد هو المؤسس الأصلي لهذه الديانة القبلية بينما المؤسس الجديد لها هو محمد بن عبد الوهاب.0
-
ادى هذا التناغم الديني القبلي اضافة الى استغلال الثروات الهائلة من مبيعات النفط الى انتشار الاسلام السعودي في مجتمعات البلدان المجاورة و خصوصا في الربع قرن الأخير من هذا الزمن , فكانت الضحايا الأولى هي دول الخليج التي هي أصلا تحكمها قبائل من الجزيرة العربية , فعلى الرغم من الانفتاح النسبي لتلك المجتمعات مع تطورات العصر الحديث الا أنه لم يكن من الصعب نشر الاسلام القبلي بها بفضل الوسائل الإعلامية و نوعية المناهج , اما في الكويت فما أصابها بمقتل هو تغيير التركيبة السكانية حيث ارتفعت نسبة اعداد معتنقي الاسلام السعودي و احكمو سيطرتهم على المجتمع و جعلو كل المخالف لهم هو الشاذ و المخطيء .0
-
اما في الدول العربية الأخرى فكانت قبل انتشار البترواسلام أكثر انفتاحا و تقبلا للعلم و الحضارة و التطور بغض النظر عن هفواتها الاجتماعية الأخرى ,فمصر و سوريا و دول المغرب العربي كانت منبعا لا ينضب من المفكرين و المؤرخين , و لم تكن المجتمعات العربية تتمحور اهتماماتها عن عزل المرأة و تغطيتها الى اخمص قديمها الى أن حل الإسلام البدوي بصورته الحالية , فتشوهت تلك المجتمعات و أصبحت الغالبية العظمى من قاطنيها تحمل نفس فكر أهل الجزيرة العربية, أما البقية ممن ادركو سبب هذا البلاء فهم حتما يوجهون اللوم نحو شعوب البترواسلام الخليجية و أنظمتها التي تدعم الوهابية بالغالي والنفيس , و هم بالطبع على حق في ذلك...0
-
و للحديث بقية في الجزء القادم من الموضوع ...0
----