تمضي الأعوام سريعا و كلها محسوبة على عمر الإنسان و يجد موزارت نفسه متقدما في السن و فاته قطار العمر و هاهم مواليد ما بعد الغزو قد أصبحو شبابا في مرحلة الجامعة و سوف يأتي اليوم الذي لايعلم به اي كويتي عن الغزو العراقي و لكن تلك هي سنة الحياة كما يقولون فالتاريخ يكتبه المنتصرون . و انا و من هم على شاكلتي قد نكون فشلنا في حياتنا او حتى لا نكون قاسين على انفسنا سأقول بأن الحياة لم تسر تماما بالطريقة التي كنت اتمناها و لكن على الأقل هناك احساس بالمسؤولية بان أوصل رسالة الى الجيل الجديد لكي يتحاشو الأخطاء التي وقعنا بها في حياتنا فمستقبل البلد يقع على عاتقهم هم و في ظل اداء بعض النواب و بعض جهات الحكومة لا نعلم الى أي هاوية تتجه به بلدنا , و كذلك قد تفيدهم بعض الخبرات التي نملكها على المستوى الشخصي...0
-
استطيع ان اصنف نفسي و من هم في فئتي العمرية ب"الجيل الضائع" و سوف اشرح لكم كيف , فالجيل الذي قبلنا عاش فترة الازدهار و الانفتاح عندما كانت الكويت نموذج يحتذى به في الثقافة و الفن و الرياضة و العمران و كانت وقتها بلدنا فعلا بلد خير بكل ما تحمله الكلمة من معنى , و هي كذلك الفترة الذي كان الكويتي الذي يحمل شهادة عليا كان يتم تقديره من الدولة و يتبوأ اعلى المناصب و في بعض الحالات يحصل على مسكن خاص به . و نحن طبعا شاهدنا هذا الخير في آباءنا الذين كانت بدايتهم متواضعة و لكن تدريجيا و بشكل متسارع تحسنت ظروفهم .0
-
اما الجيل الذي اتى بعدنا فهو الجيل الذي بدات الكويت به تقدر مرحلة الشباب و الصعوبات التي يواجهها في مقتبل حياته و بدأت تقدم له الاعانات و تفتح له مجالات شتى للدراسة و العمل حتى قبل حصوله على شهادة و تعليمه اصبح متنوع التخصصات و مبني على انظمة تربوية حديثة و معظمها باللغة الانجليزية و التي يستخدمها العالم المتحضر .0
-
بالنسبة الى جيلنا نحن فللأسف كان التعليم قد اصبح باليا قديما مبني على مناهج الستينات و لم تكن الفرص متاحة للشباب مثل الجيل الحالي و في نفس الوقت كانت معالم "ديرة الخير" التي تمتع بها اباءنا آخذه في الزوال و الأسوأ من هذا كله شاهدنا مرحلة تحول الكويت من بلد الثقافة و الحداثة الى بلد ديني وهابي حيث تم تطبيق قانون منع الاختلاط الذي سبب عقد و امراض نفسية عند الشاب الكويتي و غيره من القوانين الطالبانية و شاهدنا انتشار الحجاب بشكل مخيف جدا على عكس فترة الثمانينات و بداية التسعينيات من القرن الماضي.0
-
يتبع