أجد في حياتي اليومية صعوبة كبيرة في أن أحكي أبسط الهموم و المشاكل عند زملائي في العمل أو أصدقائي , ليس لأنهم أشخاص غير مبالين أو ما شابه , و لكن السبب بذلك للأسف يعود الى أمر واحد - معتقداتهم الدينية.0 فكلما حكيت موقف سيء أصابني أو مشكلة ما .. يأتيني الرد المعلب "خيره" او اختصارا ل"الخيرة فيما اختاره الله"0 و اعتقد بأن العموم يعلم ماذا تعني هذه الكلمة, شخصيا , لا ارى أي فرق بمن يقول خيره و من يقول اصمت أو اخرس أو بالعامية "كل تبن" 0
-
و تلك النتيجة هي مجرد حصاد لما تم زرعه ,فقد نجحت القوى الدينية التي فتح لها الباب على مصراعيه, على مدى أكثر من ثلاثين عاما , بقتل الرغبة في الارتقاء و التطوير عند المواطن العربي المسلم باستخدام سلاح الدين , كل ذلك لكي لا تحدث أي تغييرات اجتماعية او سياسية تنويرية و التي تمثل تهديدا لمن نصبو انفسهم اوصياء على البشر . و دينيا قتل هذا الطموح هو امر سهل عندما تقنع المواطن المسلم المغلوب على أمره بأن أهم يوم في حياته هو اليوم الذي يموت فيه.و أنه لا يحتاج الا لصك غفران يضمن له دخول الجنة..0
-
طيب السؤال هنا اذا كان واجبا على المؤمن المسلم أن يؤمن بالقضاء و القدر و أن لا يتشكى ... لماذا لا يعتبر بأن وجود دولة اسرائيل و انتصاراتها المستمرة على العرب هو قضاء من الله و قدره ؟ و أن المصير الذي يمر به الفلسطينيون و توابعهم هو "خيره" فيما اختاره الله؟ خصوصا ان كتب اليهود و المسلمين المقدسة تقر بوجود دولة لليهود كهبة من الخالق.. اذا لم نقرأ في الجرائد كل يوم عن الشجب و الاستنكار و الردح بخصوص ما يتعلق في الصراع العربي الاسرائيلي؟ اليس هذا ازواجية في المعايير ؟
-
اذا الموضوع بأكمله هو مجرد عملية غسيل مخ من الطراز الرفيع لكي تصرف الانتباه عن الأوضاع الداخلية والاصلاح و التنوير و التثقيف ,و لكي يتم تشريع المزيد و المزيد من قوانين سلب الحريات و الوصاية على البشر من غير أي اعتراض .0
-
و حديثا عن سطو الحريات و الحقوق المدنية ,فلا يوجد مجال للشك , و مع تقدمنا بالعمر و ازدياد خبرتنا بالحياة , بان هناك مجموعة من القرارات و القوانين الغير منطقية و الغير مدروسة , تتحكم في حياتنا و تسيرنا مثل البهائم كما نشاء , و أغلب تلك القرارات مبنية على ترضية الجماعات الدينية أو الأغلبية المتمسكة بعاداتها المتعصبة و تحاول تعميم نمط حياتها على الآخرين بشتى الطرق.0
-
يجب على العربي المسلم أن يرمي العقلية الانهزامية التي سببها هوسه الشديد بالدين وراء ظهره و أن يواجه همومه و مشاكلة بطرق ايجابية منطقية علمية عوضا عن الهروب عنها بالأوهام و الخرافات الدينية التي تطارده في حياته و منامه و اينما حل و رحل.0
-