Sunday, January 24, 2010

خاتمة ... تجديد المكر الديني

لا انكر بان اخر موضوعين لي اتسمو بالقسوة الشديدة على الليبرالية الاسلامية و ان بعض الزملاء يختلفون معي في بعض الجزئيات و الاسلوب المستخدم , و طبعا لهم الحق المطلق في ذلك . فانت هنا يا موزارت انتقدت عظماء المفكرين الاصلاحيين ممن لهم باع طويل في هذا المجال و قللت من انجازاتهم ووصمتها بعدم الجدوى , فهل تريد من الأحياء منهم أن يتوقفو عن البحث العلمي و التنوير و يتحولو الى بيع المخلل أو الطرشي بلهجتنا العامية ؟
-

بالطبع كلا , فوجود الليبراليين الاسلاميين هو ضروري و حتمي و لا يمكن الاستغناء عنهم باي شكل من الأشكال ...يجب ان لا يترك التنويريون المجال للسفهاء من رجال الدين لكي يسرحون و يمرحون و ينشرون السموم في عقول شبابنا من غير حسيب أو رقيب , و ان تركو لهم الساحة فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة ..اذا ما هو دور التنويريون و افضالهم على المجتمعات ذات الاغلبية المسلمة و التي لم نذكرها في مواضيعنا السابقة ؟
-

احد ادوارهم المهمة هو اجتهادهم في نسف بعض المفاهيم المغلوطة المنتشرة عن الدين الاسلامي , صحيح ان حجتهم ليست دامغة مثل حجج خصومهم , و لكن اطلاعهم العلمي الغزير و مجهوداتهم في قراءه النصوص و التفاسير أو اجتهادهم الشخصي , قد كشف لنا خبايا كثيرة عن الدين الاسلامي لم نكن نعرفها من قبل , و ان بعض الامور المسلم بها مثل الحجاب هي بالواقع مواضيع مثيرة للجدل , فمن يصدق ان آية الحجاب قد نزلت لكي بسبب تحرش عمر بن الخطاب باحد نساء الرسول عن طريق الخطأ اثناء ذهابها لقضاء الحاجة ؟ لذلك هناك احتمالية كبيرة بان فرض الحجاب على نساء المسلمين هو حكم منتهي الصلاحية في لحظة موت ابن الخطاب على يد المجوسي .0


-

الدور الآخر هو جهد الاصلاحيين في محاربة الفكر الارهابي , و ذلك باعادة تفسير بعض النصوص , فالارهاب خطر يهدد امن العالم بأسره , و يجب توحيد كل المجهودات في محاربته بغض النظر عن الدين أو الاصل او العرق أو المذهب . حتى و ان كان الاسلام يغلب به منطق العنف على السلم , و حتى و ان كانت الانظمة الاسلامية تستخدم تلك المجهودات لممارسة التقية على الأنظمة الغربية . يبقى لهم الدور الفعال في ابعاد الشباب عن الفكر الاقصائي الارهابي و العنف و ان لم يحققو ذلك بشكل مثالي ..0


-
اذا ماذا نريد من الليبرالية الاسلامية و من معتنقيها ؟ مثلما قلنا من قبل , نريد أن ترتكز مجهوداتهم على اسس مغايرة , و جعل الاسلام يصب في خانه الاديان الروحانية مثل البوذية و المسيحية بشكلها المعاصر حتى و ان لم يكن الاسلام مثل المسيحية و غيرها ,كذلك يجب أن يسعى الاصلاحيون الى ابقاء الاسلام في البيوت و في دور العبادة و ابعاده عن السياسة , التركيز على الروحانيات و الخشوع بدلا من معاقبة الفاطرين في رمضان او منع الغناء أو المسارح .اقتربو من العلمانية أكثر فأكثر لعلكم تفلحون , و لكم في مصطفى كمال اتاتورك اسوة حسنة ... 0


Wednesday, January 20, 2010

لا زلنا نفتقدك ..0



ايها الفارس الشجاع المغوار ...0
-
مضى اكثر من عام على تنحيك من منصب رئاسة اقوى بلد في العالم
-
و فعلا شعر العالم بقيمتك في خلال هذه الفترة القصيرة
-
فلا يوجد الآن من يأتي برياح الحرية
-
و اصبح الارهابيون يسيئون الأدب بعد أن امنو العقوبة
-
و كيف لا يأمنون العقوبة و معتقل غوانتنامو تم اغلاقة من قبل الجاهل الذي اتى بعدك
-
فهاهم جنود الظلام يربطون انفسهم بالاحزمة الناسفة عندما يهمون بركوب الطائرات المدنية
-
و في المقابل الابرياء هم من يعانون من التفتيش و الاجراءات الأمنية عندما يقررون السفر
-
في وقتك يا مستر بوش كنت تتغدى بالارهابيين قبل أن يتعشو بنا
-
رحلت يا كايدهم أيها المحارب الشجاع
-
و مشارق الأرض و مغاربها ما زالت تنتظر من يأتيها بنسمات الحرية
-
نتمنى لك دوام الصحة و العافية و ان تستمتع في دار تقاعدك
-
نرفع القبعة مرة اخرى احتراما لك أيها الغالي ابن الغالي
-
تحياتي مستر بوش

Sunday, January 17, 2010

تابع ...في نقد "تجديد الفكر الديني" 0

ظهرت الليبرالية الاسلامية منذ القرن التاسع عشر و هي عبارة عن حركات اصلاحية تهدف الى خلط الاسلام بمفاهيم تنويرية حديثة مثل حقوق الانسان و المساواة بين الرجل و المرأه و غيرها من المفاهيم التي طبقتها الحضارة الغربية . اطلق على تلك الحركات الاصلاحية مسميات مثل الاسلام التقدمي او الاسلام الاجتهادي و كان عمل المؤسسين الاصلاحيين يرتكز على امران اولهما هو اعادة تفسير القرآن أو جعل تفسير القرآن هو أمر شخصي و الآخر هو اهمال دور رجال الدين أو الفصل بينهم و بين الاسلام ذاته ..0
-

اذا هذا يعني انه قرابة المائتين عام و هذا الفكر لم يحقق أي تقدم على المستوى العربي و الاسلامي , بل بالعكس , فانه لولا سطوة بعض الحكام و فرضهم مباديء الحرية بالقوة على المسلمين , و لولا ضغوطات منظمات حقوق الانسان و غيرها , لاصبح الحكم الديني سائدا في كل البلاد التي تحتوي على أغلبية مسلمة . فيا ترى ما هو السبب ؟

-

أولا هو اصرار التقدميين الاسلاميين على تبجيل النص الديني و اعطاءه الحكم في الحياة و هي فكرة باطلة من اساسها , صحيح أن التقدميين يطالبون بتفسير مغاير للقرآن و السنه بعيدا عن التفسيرات المتطرفة , و لكن تبقى القرآن و السنة مصدران اساسيان من مصادر التشريع حتى لدى الليبرالي المسلم , و كما نعلم بان القرآن بالذات هو كتاب حمال أوجه , به الخير و الشر و التطرف و التسامح , و ان استندت على نص متحضر في القرآن فان هناك عشرة نصوص تدعو الى النقيض تماما ..0

-

الكتب الدينية المقدسة هي كتب فلسفية يجب أن لا تأخذ أكثر من حجمها , كونك استندت فهمك في الحياة على حكمة دينية وقعها جميل على الاذن لا يعني أنك تتبع النص باكملة تبعية عمياء و تهمل المصادر الاخرى , غاندي مثلا لديه حكم عديدة نتعلم منها فهل هذا يعني أننا نعبد غاندي أو نتبع نفس دينه ؟ اذا يجب معاملة الكتب الدينية مثل أي كتاب فلسفي او تاريخي عادي و اعطاء الكتب المستنده على العلم و المنطق اولوية أكبر .0

-
ثانيا , هو ايمان الليبراليين المسلمين على أن التاريخ الاسلامي مفروش بالازهار و الوان قوس قزح , و هذه الفكرة أتت لكي تبين أن النص الديني قد نزل في ظروف محددة و لا يصلح للأخذ به في أزمنة مختلفة . التاريخ الاسلامي يا افاضل هو تاريخ مبني على أنهار من الدماء , و السبب الرئيسي لانتشار الاسلام هو الهيمنة العسكرية أو الغزوات التي درسناها و نحن في المرحلة الابتدائية , فعلى من تضحكون ؟ الظلم , القتل , البطش , العنف , الابتزاز , السرقة , السعار الجنسي , الاحتلال , الجواري , العبيد ..كلها لها دورها في صياغة التاريخ الاسلامي...0

-

يجادل البعض على ان الفكر الليبرالي الاسلامي هو السبيل الوحيد للاصلاح عند المسلمين لأنهم ببساطة لن يتركو دينهم او يتخلو عنه .. لكن برأيي الشخصي و استنادا على النتائج و قياسا على الاحداث , اقول بأن اقناع المسلم بان يترك دينه هو أسهل بمراحل من اقناعه باعتناق افكار المساواة و حقوق الانسان التي يطالب بها التنويريون مع الاحتفاظ بمباديء العقيدة الاسلامية ..لاننا و ربما للمرة الوحيدة , سنتفق مع القاعدة الفقهية و التي تقول بأنه ما بني على باطل فهو باطل .. 0

Tuesday, January 12, 2010

تجديد المكر الديني

يحاول مجموعة من المفكرين التنويريين مثل نصر حامد ابو زيد و البغدادي (و الذي نتمنى له الشفاء العاجل) لكسر الجمود العقلي الذي يعاني منه المسلمين في فهم دينهم و دنياهم , ابتداء بالاعتراف الكامل بأن المسلمين يعانون من تخلف شديد جدا منذ اكثر من الف عام حيث لم يقدمو أي انجاز يذكر للحضارة الانسانية و هي حقيقة لا يجحدها أي عاقل و لكن للأسف هناك صنفان من الناس احدهما يفضل دفن رأسه في الرمال و الآخر هو مستفيد ماديا و معنويا من هذا السبات الفكري و الحضاري الذي يمر به المسلمون .0
-
و لذلك السبب تجد أن الصنف الآخر من الناس يريد الاصطياد في المياه العكرة و يحاول الصاق الاتهامات التي لا اساس لها من الصحة على هؤلاء المفكرين التنويريين ابسطها طبعا هو اتهامهم بالارتداد عن الدين أو التكفير ضد التفكير كما يسميها الدكتور نصر ابو زيد . و السبب الآخر و هو دعوة هؤلاء المفكرين الى ابعاد التدين عن السياسة باقصى قدر ممكن و هو الأمر الذي سيحجم من سلطات الجماعات الدينية و التي تنامت منذ انهيار الفكر القومي بعد الهزيمة النكراء التي منى بها العرب امام اسرائيل في عام 1967 .0
-
انا طبعا لا املك سوى أن اقف تحية و اجلالا لهؤلاء المفكرين و على العلم الغزير الذي يملكونه و طبعا لا اود الخوض في التفاصيل عن كيفية فصل الدين عن السياسة و نشر ثقافة التسامح و تقبل الغير عند المسلمين و التحفيز على التفكير و اخذ المسلك العلمي و المنطقي .. الخ , و لكنني في الحقيقة و اعترف بكل صراحة انني اختلف مع هؤلاء الباحثين لا في الأهداف التي يبتغون الوصول اليها و لكن في الاعتقادات نفسها و كذلك لا اعتقد بان هذا الاسلوب له القدرة على اقناع الناس على تغيير طريقة تفكيرهم و التي التصق بها التخلف الديني و ذلك لسببان واضحان .0
-
اولا لأن النص الاسلامي هو نص ثابت غير قابل للتغيير , و طبعا اعني النص القرآني و الأحاديث الموثقة و ذلك يشمل النصوص التي تدعو الى القتل و العنصرية و الاضطهاد و العبودية و العقوبات الوحشية الجائرة , فكيف تصبح انتقائي في النصوص و تبني عقيدة دينية متسامحة على آية او اثنتان مثل "لا اكراه في الدين" و غيرها و ترمي الآخر او تتجاهله؟
-
ثانيا الاتفاق الشبه تام من قبل رجال الدين من مختلف المذاهب على الاحكام الاسلامية و الأمور المخالفة لحقوق الانسان التي تكلمنا عنها سابقا , صحيح أن رجال الدين لا يصنفون كعلماء و لكننا هنا ننظر لهم على انهم الغالبية العظمى التي يصغي لها الناس و تتبعها فما هي قيمة فتوى واحدة من احد العلماء بعدم وجوب الحجاب مثلا مقابل الالاف من الفتاوي التي تقول العكس تماما و كيف نلوم الناس على عدم الأخذ بما يقولة الآخر؟
-
لذلك اختصارا للموضوع نظرتي لمفهوم "تجديد الفكر الديني" هو نفخ في جربة مخرومة كما يقول المثل و الصحيح هو اقصاء الفكر الديني بمجملة عن السياسة و قرارات الدولة هذا اذا كان يصنف كفكر و اعني بذلك عدم الاحتكام الى الفتاوى الدينية نهائيا و اعطاء القرار لذوي الاختصاص فقط من اهل العلم و الاقتصاد .0
-