استجواب رئيس الوزراء , أزمة البورصة , حظر النشاط الرياضي للكويت من قبل الفيفا , كل هذا غيض من فيض مما تعاني به البلد مؤخرا . و على الرغم من انني أشعر بالامتننان لبلدي لكل ما قدمته لي و اتعاطف معها , الا أنني شامت على الكويتيين لكل الأمور السيئة التي حدثت و ستحدث لهم في عقر دارهم . هل تعلمون لماذا ؟
-
لأن كل ما يفعله الكويتييون لنصرة إسلامهم و للحفاظ عليه قد ضاع هباء منثورا , معقولة أن تبني الدولة هذا العدد الكبير من المساجد و بالنهاية لم يستطع اله المسلمين إنقاذ بورصتهم من الإنهيار ؟ واليس من الواضح أن رب المسلمين أيضا قد تجاهل معظم الكويتيين الذين يصومون كل اثنين و خميس و يذهبون الى العمرة في كل نهاية إسبوع, حيث أن اسعار البترول آخذه في الإنخفاض لا محاله ؟و هل يحتاج أن نذكر أموال الزكاة أيضا التي لم تشفع لأصحابها و تبددت كالغبار المنثور؟ 0
-
و فوق كل هذا , نسينا أن نذكر بأن كل النكبات قد حدثت في الوقت الذي يمسك به الإسلاميين زمام الامور , سواء باختيار الشعب او رغما عنهم ,حيث منعو الاختلاط و الحفلات و كل ما يدخل السرور و البهجة في قلوب الناس , شهدنا في الأعوام الأخيرة تفعيلا حقيقيا للمادة الثانية من الدستور و إهمال المواد الأخرى . و مع هذا لم نرى البركة من أصحاب الوجوه السمحه التي تطول لحاها و تقصر دشاديشها.0
-
كل المؤشرات الآن تدل على أن البلد بحاجة الى تغيير جذري و "نقف" فكرة الصحوة الإسلامية البالية من عرجها , و تجربة إيدولوجيات أخرى لأدارة البلد مثل الليبرالية و العلمانية و الديموقراطية الصحيحة التي لا تقتصر على صناديق الإقتراع , تأكد من أن الأوضاع لن تسوء أكثر مما هو عليه الا اذا سرت على نفس النهج فلم تنتظر حتى فوات الأوان .وكم عاما ستحتاج حتى تتيقن من ان الإسلام ليس الحل ؟
-
حان الوقت لكي تتغير قوانيننا و تتماشى مع مواثيق حقوق الإنسان التي تنبذ الطائفية و القبلية و الطبقية , نريد أن نشاهد الرجل المناسب في المكان المناسب بدلا من صاحب اللحية , ابن القبيلة الفلانية , التاجر الفلاني في أعلى المناصب. كل هؤلاء يجب استبدالهم بالمثقفين و المتنورين و المتعلمين , و هم حتما موجودون لكنهم لم يسلمو من التهميش.0
-
و بالنهاية اتمنى أن يتعلم الكويتييون من أخطائهم السابقة التي ذكرتها أعلاه و يتطلعو الى المستقبل , و حتى ان لم يكن هناك أمل فتذكرو بأن هناك امم قد اصابها أسوأ مما أصابنا و لكنها تخطت أزماتها و أصبحت من مصاف الدول الرائدة في العالم , مثل اليابان التي سقطت عليها قنبلتان ذريتان و المانيا التي تحولت الى أنقاض بعد زوال هتلر . تلك دولتان قد بنيا أنفسهما من الصفر و لم يعتمدا على الخرافات و الدجل و كبت الحريات كي يتطورا . 0
-
حفظ داروين الكويت و شعبها من كل مكروه و السلام عليكم و رحمة داروين و بركاته