في مقر عملي اشاهد يوميا منظر عجيب غريب لا يحدث سوى عندنا أو كما يطلق عليها المخضرم بن كريشان "بلدان الرمال" .. , المنظر هذا هو عبارة عن مدراء و مرموقين اصحاب مناصب عليا تجدهم يتمشون في الممرات و هم يرتدون أبهى الحلل و ربطات العنق ,و تحت كل هذه الأناقة و الأبهه تكتشف بأن اقدامهم العارية لا يغطيها سوى فردة من نعال "زنوبة" أو نعالة "تميمة" الخاصة بالكويتيين ! و في الواقع أن هؤلاء المدراء يأتون الى العمل يوميا باحذيتهم الباهظة و لكن ما أن يحل وقت الظهر حتى تتبدل تلك الأحذية الفاخرة بنعل زنوبة من اجل الوضوء لصلاة الظهر , و الظاهر ان حكم المسح على الخفين قد انتهت صلاحيته لأنه يؤدي الى تعفن الجوارب و رائحة ارضية المساجد هي خير دليل على ذلك . 0
-
هذا المشهد المتناقض يذكرني سابقا بموظفي محطة الوقود قبل الغزو العراقي الذين كانو يرتدون الشماغ الأحمر مع "بلسوت" العمل و اعتقد انهم كانو من الجنسية الأردنية . كما اعاد لي هذا المنظر الذاكرة للحادثة النكراء التي حدثت للرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن حفظته الآلهة و رعته اثناء القاءه لأحدى خطبه الوداعية للعراقيين, عندما قام أحد المهووسيين بحذف فردة حذائه عليه و هو يصرخ ب "هذه قبلة الوداع يا ..." , و لن اكون شخصا شامتا و اقول بأن هذا المعتوه لن ترتاح سريرته الى ان يأتيه حاكم مثل صدام حسين , بل سأقول أن هذا الشخص اضاع سنوات عمره و هو فريسة للفكر الديني القومي , الذي زرع في اجيالنا ثقافة الكراهية و العنصرية و حب الظلم و التسلط , و هذا الكلام لا يشمل فقط صاحب الفعل و مؤيديه بل حتى من ضحك و شمت على هذه الحادثة المؤسفة و منهم طبعا ممن يصنفون كليبرالييين و علمانيين على مقاييسنا نحن .0
-
كذلك تذكرت المنظر الشنيع و الذي اعتبره نقطة سوداء في تاريخ السياسة الكويتية , عندما ظهر حفيد المصطفى عليه الصلاة السلام أو "السيد الحقيقي" كما يحب أن يطلق عليه البعض , سباح شواطيء كانكون المكسيكية و وكيل طالبان بالكويت , النائب "السابق" وليد الطبطبائي , عندما صعد على احدى المنصات في ساحة العلم و هو يحمل فردة حذاء , منددا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و مطالبا بعدم دخولة الكويت أو استقبالة . هذا المستوى لا يليق برجل شارع فما بالك بنائب في البرلمان و يعتبر كممثل للشعب الكويتي , و اعتقد ان الفردة التي كان يحملها لن تساوي شيئا حتى و أن انهالت على رأسه 0
-
و ربما تكون ثقافة النعل و الأحذية قد ارتبطت بالمسلمين منذ أمد بعيد و نذكر هنا حادثة حاكمة مصر شجرة الدر التي يقال أنها ماتت ضربا ب"الشباشب"0 , و لكن سؤالنا هو كالتالي ..., هل امة المسلمين بافعالهم و تصرفاتهم المخزية هي الأمة التي "سيتباهى بها الرسول بين الأمم" يوم القيامة.... ؟ انها ليست فقط امة بائسة بل انها امة الغوغائية و النعال و بول البعير.. تمنياتنا لهم بالشفاء العاجل
--