Tuesday, December 14, 2010

المعارضة الكويتية – صمتت دهرا و نطقت كفرا

عندما نقرأ أو نسمع عن إقامة ندوة ما, أيا كانت, فأننا نتوقع أن يكون الجمهور على قدر عال من الثقافة و الفكر , و لكن في الندوات الأخيرة التي اقامها بعض نواب مجلس الأمة الكويتي فقد شاهدنا العجب العجاب سواء من المحاضرين في تلك الندوات أو الجمهور الحاضر.0

-

ففي الندوة الأولى التي اقيمت في منطقة الخالدية حدث اعتداء من قبل العشرات بل ربما المئات من الأشخاص على شخص واحد أعزل فقط و هو الناشط السياسي محمد الجويهل , الغريب في الموضوع أن المهاجمين كانو من الحاضرين في تلك الندوة حيث استخدمو اسلحة بيضاء من عصي و صواعق و غيرها , و هذا الاعتداء طبعا قد اسقط القناع عن مدعي الديموقراطية و المتمسكين بالدستور حيث هم يؤمنون بهذه المباديء فقط من طرفهم و لمصالحهم الشخصية كما يقول المثل المشهور "الغاية تبرر الوسيلة" أما مصلحة البلد و المواطنين البسطاء فهي من آخر أولياتهم و قد شاهدنا كيف هو تعاملهم مع الرأي الآخر المختلف عنهم .0

-

و بعدها ببعضة أيام اقام أحد النواب في منطقة الصليبخات ندوة أخرى خالف بها منظمي الندوة بشكل متعمد تعليمات سمو الأمير التي توصي بعدم التجمع خارج مقر الندوة كذلك شاهدنا و استمعنا لبعض المقاطع للندوة و ما يتخللها من تهديد و وعيد و استخدام لغه سافرة بغرض اثارة الفوضى و البلبلة و بالنهاية تدخلت قوات الأمن لحفظ النظام و تنفيذ توجيهات سمو الأمير و عاند بعض النواب و اثار بعضهم نعرة طائفية في مكابرته و تناقلت وسائل الأنباء الداخلية و الخارجية الحدث مع وجود تضارب بالأقوال ..0

-

و الآن نحن بصدد استجواب رئيس الوزراء على خلفية ما حدث من استخدام للقوة من قبل أمن الدولة في الندوة الثانية و هذا هو رأيي في الموضوع ككل :0

-

هل منظر استخدام القوة من قبل أمن الدولة هو منظر مشرف و يسعدنا ؟ بالطبع لا ...بل نقولها "حسافة عليج يا كويت" , لكن فلنكن واقعيين هل هناك اسلوب آخر لحفظ النظام غير هذا الإسلوب ؟ في الحقيقة ما حدث في الندوة الأولى هو أكبر دليل على ضرورة تدخل القوات بأوامر الأمير لكي لا نصل الى مرحلة الغوغائية و الفوضى .0

-

أكثر ما يثير الحزن في الموضوع هو عدم الامتثال لتوجيهات سمو الأمير بكل وقاحه و عناد رغم ان التوجيهات واضحة و منطقية و لكن كما يقولون اعذارهم كانت أقبح من ذنب أحداها هو عدم وجود قانون نصي أو مرسوم أميري في توجيهات مستعجله و طارئة , فعندما يأتيك مسئولك في الدوام و يقول لك يا فلان تجنب عمل الشيء الفلاني لكي لا تحدث مشاكل هل ستقول له هات لي نص مكتوب أم ستقول له اعمل ما بدا لن فلن انفذ تعليماتك أم ماذا ؟ ما هذه الوقاحة و قلة الاحترام .0

-

الأمر الآخر هو ان مقيمي تلك الندوات يجب أن يصارحو أنفسهم و الآخرين بأنهم طامعون في المراكز الحساسة في الدولة لأنفسهم و لجماعاتهم و طمعهم هذا هو الدافع الحقيقي لتهييج الجموع من الناس , و لاحظو تركيزهم بالذات على وزارات السيادة و رئاسة مجلس الوزراء و التي هي احق بالاسرة الحاكمة من أي اسلاموقبلي أو انتهازي منهم . فلماذا تدعون انكم ضمائر للأمة أو انكم محاربين للفساد و محامين على المال العام ؟ و لماذا استخدام لهجة التهديد؟ من يستمع الى كلامهم عن الظلم و الطغيان يقول بانهم جياع مساكين بينما الواقع يقول انهم شبعو من خيرات البلد و فضلها عليهم و كل واحد منهم قد وصل كرشه الى خشمه ...و منذ متى و نحن نستخدم لغه التهديد و ندعو الناس الى الفوضى باسم الديموقراطية ؟

-

عتبي في الحقيقة ليس على هؤلاء و لكن على من يطلق على انفسهم بالتيار الوطني , المعارضين الوطنيين ,و توابعهم من المدونين الذين لم تكن لهم أي اسهامات تذكر في السنوات الأخيرة و كيف دبت الحياة في أقلامهم على حادثة ندوة الصليبخات.. انظرو اليهم و كيف معارضتهم الطفولية تؤدي الى دمار البلد و تحولها الى امارة طالبانية دكتاتورية عشائرية ... اود أن اسألهم سؤال هل أنتم مؤيدين لاستخدام القوة من قبل جهات أخر و ترفضونها فقط ان كانت من طرف الحكومة ؟ لم كانت تصريحاتكم هزيلة عندما تم استخدام القوة ضد مواطن اعزل و في نفس الوقت وقفتم مع جانب الطامعين الجاحدين عندما تم ضبطهم و اخضاعهم للنظام بالقوة ؟ تتكلمون عن الديموقراطية و حرية الرأي و صمتم صمت القبور سنوات و حرية الرأي تغتصب يوما بعد يوم اما من قبل قانون المطبوعات الذي اقره النواب اياهم أو من قبل مجهودات النواب الشخصية و تحركاتهم .. ان قوات الدولة الخاصة لم تتجرأ يوما و تقرر سحب الجنسية من مواطن ما بسبب رأي شخصي قاله كما فعل هؤلاء النواب الذين يريدون تجريد الجنسية الكويتية عن كل من يخالفهم في معتقداتهم الدينية أو الايدولوجية من غير ذكر أسماء ... فهل اعترضتم أم شجبتم لان الموضوع لا يمسكم بشيء بل يمس المواطنين العاديين الذين وضعو ثقتهم بكم وصوتو لكم بالانتخابات ؟ أين انتم عن الحريات الشخصية و الفكرية و الاعتقادية المسلوبة طوال هذه المده و كأن على رؤوسكم الطير ؟ ان ما تفعلونه اليوم هو كما قال أحد الزملاء بالحرف الواحد , شخص تخالف مع ابيه أو أخيه و لذلك قرر أن يحرق المنزل باكمله .... بقاء الكويت و استقرارها و امانها هو أهم من أي جعجعه فارغة أو خلاف مع شيوخ أو تجار أو اصحاب النفوذ من علية القوم .. شيوخ الكويت من آل صباح هم أفضل من أي انتهازي أو قبلي او طائفي أو سلفي أو اخواني و هذه حقيقة مثل ضوء الشمس لا يحجبها شيء... هل تلك الفئات الأخرى هي بديلكم الأفضل ؟ هل ستضمن تلك الفئات الديموقراطية أو الحقوق المدنية التي تدافعون عنها ؟ اصحوا يا قوم ....0

-

اتمنى ان تعدي هذه السحابة السوداء على الكويت و أهلها بخير .0

4 comments:

Mozart said...

فيما يتعلق بجماعة الا الدستور تذكرت مقولة المرحوم أحمد البغدادي : اعداء الديموقراطية لا يستحقون شرف تمثيلها

Anonymous said...

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=659527&date=15122010

rai said...

المشكلة صديقي موزارت بان من يتباكه على الدستور هو اول من طعن الدستور

Mozart said...

اجل عزيزي و نحن نتفهم من طعن بالدستور و لكننا لا نتفهم من طعن بمبادئه و امن بلده لغاية ما هذا ان كانت لديه مباديء من الاساس