إلا مجتمعي

رغم ندرة مواضيعي و بساطتها الا أنني لم أسلم من موجة الغضب العارمة التي أصابتني مؤخرا و خصوصا في آخر موضوعين , حيث أصبحت كما يقول المثل الكويتي "ما يعرف منو طقاقه" , و بصراحة تخيلت نفسي و أنا القى خطبة هنا في أحدى الندوات بينما الجمهور يقذفني بالبيض و الطماطم ناهيك عن بعض الإيحاءات البذيئة التي تستخدم أصبعا واحدا( او اثنان) من اليد . و هنا السؤال الذي يطرح نفسه , هناك كم لا بأس به من المدونين ممن ينتقدون مظاهر التخلف و الموروثات و المعتقدات في عالمنا العربي فلماذا أشعر بانني من المتقدمين من ناحية المكاسب العدائية و في المؤخرة من ناحية المؤيدين الجدد ؟ رغم كل محاولاتي المستميته في الالتزام بالموضوعية و المنطق في الآونة الأخيرة . 0

-

تفسيري هو أن العبرة بنوعية المواضيع لا بالكم , فهناك مواضيع أكثر حساسية من الأخرى و تسليطي للضوء عليها مثل التحرش بعش الدبابير كما يقول المثل . و اكتشافي الاخير هو أن انتقاد المجتمع و مناقشة أطباع الناس و طريقة تفكيرهم يعتبر امر أسوأ بكثير من مثلا انتقاد الدين و الرموز و الشخصيات التاريخية التي يبجبلها العموم . اعترف بأن معظم المواضيع التي أكتبها هي مجرد رد فعل على منطق المجتمع العربي و الكويتي بالخصوص , و أفكاري كلها مستنبطه من خلال النقاش مع الناس سواء مع الزملاء بالعمل او الأصدقاء أو الأقارب , و كل ما أقوم به هو تفنيد الطريقة التي يفكرون بها بالمنطق و العقل و العلم و المقارنة و تبيان بأنهم متناقضين و يتصرفون بتبعية . 0

-

اذا الخلاصه هو أن الناس هنا هم مصدر الإلهام الرئيسي لي لكتابة المواضيع الجديدة و هم من يغذي أفكاري بالتناقضات و الفكر المحدود . و الأمر الأخر الذي اتمنى توضيحه , هو أنني لا أكره الناس أو انصب لهم العداء لمجرد أنهم يختلفون بالتفكير معي من نواحي معينه , أي أنني لا أقيم أخلاق الشخص او احكم عليه بناء على دشداشته القصيرة أو ممارساته الاجتماعيه بل أن هناك معايير أخرى أهم مثل التعامل مع الناس و صفاء النية و احترام العمل , و اؤمن بانه حتى الانسان المتدين بامكانه أن يفرض احترامه علي بارض الواقع ان كان يحترم خصوصيتي بالمقابل (و لو كان هذا الأمر نادرا). 0

-

نستنتج بالنهايه أنه ما إن ناقشنا المظاهر المتخلفه بالمجتمع و عالجنا الجوانب المتخلفه التي تشمل العنصرية و التطرف الديني و الرجعية و الايمان بالخرافات و الغيبيات التي تتحكم بقراراتنا , سوف تظهر المعادن الحقيقية للناس سواء كانت نقية ام صدئه منتنه , و أن الكثير من الداعمين للرجعية و التخلف هم مجرد ضحايا مخدوعين و يحتاجون الى التنوير و التوعية بجرعات متباينه , و بالختام طالما أنني و أمثالي منخرطين في هذا المجتمع فان النقد و التحليل له سيستمر أما فكرة المجتمع المثالي هذه أو "الا مجتمعي" فهي غير قابلة للمناقشة .0

--