Wednesday, July 23, 2008

ما سر استمرار مساندة القضية الفلسطينية؟

بعد أن شاهدت التغطية الإعلامية المهولة لتشييع جثمان من أطلقو عليه لقب "الشهيد" , و اعني به المواطن الكويتي الذي توفي في فلسطين قبل الغزو العراقي , استغربت كثيرا و شعرت بأن صحافتنا تمارس المعايير المزدوجة بشكل فاضح , لأنني بصراحة لا أرى أي فرق بين من يقاتل في فلسطين و من ينضم لتنظيم القاعدة ليمارس الإرهاب في العراق و أفغانستان بداعي إخراج المحتل .0
-
لا أعلم ما هو سر استمرار تأييد صحافتنا السافر للقضية الفلسطينية , حاولت مرارا و تكرارا أن أجد تفسيرات منطقية و هذا ما خرجت به مبدئيا من غير اقتناع :0
-
القضية الفلسطينية هي قضية أنسانية : كلام فارغ بكل اختصار , حتى لو سلمنا جدلا بأن الصراع السياسي بين العرب و إسرائيل هي مسأله أنسانية , فهناك كم هائل من الانتهاكات الإنسانية التي تحدث في مختلف أرجاء العالم يوميا و على مرأى البشر , مذابح ومجازر و قتل و تفجير و ارهاب و عمليات تطهير عرقي و استعباد و قمع الخ ...و الإنسانية تقول أن جميع البشر هم سواسية لا فرق بينهم , فلماذا تسليط الضوء فقط على ما يحدث في فلسطين دون غيرها؟
-
القضية الفلسطينية هي قضية أسلامية : هذا الكلام أيضا مردود عليه , فغالبية رؤساء تحرير الصحف الكويتية المشهورة (عدا الوطن) أصحاب ميول علمانية بحته , و في أكثر من مناسبة اقرأ افتتاحيات تتكلم عن رفض الوصاية الدينية و التمسك بمفهوم الدستور و الدولة المدنية و الحريات الشخصية المكفوله للأفراد ,و أكبر دليل على ذلك هو معارضتهم مؤخرا لوجود ما يسمى بلجنة الظواهر السلبية .. هل رؤساء التحرير علمانيين فقط اذا تعلق الأمر بالشأن المحلي و اسلاميين اذا اختص الموضوع باليهود ؟
-
القضية الفلسطينية هي قضية قومية عربية : مرة أخرى تثبت الصحافة المحلية تناقضها , فعلى الرغم من تسيد الفكر القومي في المناهج الدراسية و عقلية المفكرين بشكل مذهل فيما مضى , إلا أن العموم اعترض على الغزو العراقي للكويت في الثاني من اغسطس عام 1990 , رغم أن هذا الغزو منطقيا هو حجر أساس في تكوين أمة عربية واحدة ذات رساله خالدة . فلماذا وقفت الصحافة الكويتية ضد الغزو العراقي و في نفس الوقت تدعي مساندة القضية الفلسطينية القومية العربية ؟ الجواب هو أنه اذا تكلم البترودولار فأن القومية تصمت و تستريح , فاثرياء الصحافة يعلمون بأن خيرات النفط ستتبدد بالتساوي على دويلات الأمه العربية هذا ان لم تذهب في جيوب حكامها المستقبليين .. لذلك بطاقة القومية بالنسبة لهم غير صالحة للاستخدام في كل الحالات.. 0
-
بعد التفكير و التمحيص , يتبين لي بأنه لا يوجد سبب منطقي لمساندة القضية الفلسطينية سواء على مستوى الصحافة أو الدولة ككل . الا اذا كانت صحافتنا مخترقة و مدارة من قبل جنسيات أخرى, هدفها توجيه البترودولار الخليجي نحو المنظمات العربية و قادتها , لاحظو انهم دائما يتهمون الخليجي بانه عميل للدول الأجنبية أو انه شخص مسلوب الكرامة , لماذا الخليجي فقط و ليس اليمني او الموريتاني أو الصومالي أو الجيبوتوي ؟ أنه الفلس الحمر
-
في الختام أعيد و أكرر بأن العلاقات الخارجية يجب أن تكون مبنية على المصالح المشتركة , لا العاطفة و لا الانتماء و لا العرق و لا الأصل و لا الدين .لذلك أعتقد بأنه قد آن الأوان لهذا العهر الصحافي كي يتوقف .0

9 comments:

blacklight said...

أنفقت الكويت على الأنتماء العربي اكثر من ما أنفقت على أنفسها وأبنائها . آن الاوان كي تتغير هذه النظره وتحاول الدوله أن تاخذ مفهوم العلاقات الدوليه بشكل براجماتي وليس عاطفي وعرقي مثل مجلس العشاير (مجلس التعاون) الذي لم ولن يحقق لنا شيئا.

AyyA said...

عزيزي موزارت
نفس التساؤلات خطرتي علي بالي، بل اكثر من ذلك، الا يتعلم العرب و المسلمون ابدا من تجاربهم؟ بالطبع انا لا اقصد السياسيون، فهؤلاء لديهم اسبابهم التي لا افقه بها، و لكنني اتكلم عن الشعوب٠
بوست رائع بصراحه، شكرا لك٠

AyyA said...

خطرتي=خطرت

rai said...

يجب تغيير السياسة الخارجية والمساعدات التي لافائدة مرجوه منها سوى الخسائر على حساب الشعب فنحن غير ملزمين بفتح ولا حماس ولا حتى دارفور فاليذهبوا كلهم الى الجحيم حين تكون مصلحة المواطن هي الاهم , اما سر الاستمرار فبرأي هي الحمورية بعينها :)

Anonymous said...

عزيزي موزارت

هل تريد ان تقيم مدى رقي أمة من انحطاطها ؟ انظر الى ابطالها

ابطالهم

موسى، عيسى، إسكندر ، ارسطو، آينشتاين، تشرشل، موزارت، دافينشي، بيكاسو، مايكل انجلو، مايكل جوردان، رونالدو، بيل جيتس، ، مدام كوري، لويس باستير، توماس جيفرسون، توماس أديسون، فنسنت فان جوخ، الأخوان وين، هنري فورد...بس تعبت

اما ابطال جماعتنا

محمد، محمد، محمد، محمد، ابو بكر، عمر، علي، اسامة بن لادن، ايمن الظواهري، الخميني، الزرقاوي، حسن نصر الله، سمير قنطار، ياسر عرفات، حسن البنا، جمال عبد الناصر، فوزي المجادي، صدام حسين، اسماعيل هنية، محمد عطا، جورج حبش..

هل تلاحظ نمطا هنا؟

تحياتي

Mozart said...

blacklight

اعتقد بانه لا بأس من تقويه علاقاتنا مع دول الخليج بحكم الاقتصاد المشترك

ayya

العرب و المسلمون يتعلمون و لكن العدادات "تتصفر" و ترجع مره أخرى مثلما حدث ابان حرب لبنان فلم تكن هناك مشكله مع التطبيع مع اسرائيل الى أن خطف الكلب حسن نصر الله الجنديان

Mozart said...

rai

متى ما ستنتهي لعنه هذا النفط ستنتهي هذه الحمورية , الا يفقه المسؤولون عن السياسه الخارجيه بانه لن ترضى عنهم العربان حتى وان اتبعو ملتهم

نوافكو

معظم الأسماء التي ذكرت في القائمة الثانية هم همج و رعاع و لا يساوون "عفطة عنز" لكن لا حياة لمن تنادي

Anonymous said...

لنترك مسألة الإنفاق على حدة، هل تعتقد أن مصلحة الكويت تقتضي بإبقاء الوضع الحالي أم بحل القضية الفلسطينية؟

بالنسبة لما قلته فأنت صادق بأن ما يحكم العلاقات الدولية هو المصالح لكن لا يجب التقوقع وعدم التدخل بسبب عدم وجود أرباخ فورية بل يجب بناء تحالفات استراتيجية برؤية تاريخية (المصالح جزء أساس من التحالفات لكن هنالك عوامل أخرى تقل أهمية لكنها موجودة).

-----------
إلى نوافكو، لم أفهم كيف اخترت الأبطال فساويت بين أرسطو ورونالدو من جهة وبين محمد وسمير قنطار.

ثم لماذا تعتقد أن موسى وعيسى خير من محمد فثلاثتهم قاموا بتأسيس ديانات والفرق بأوضاع أبناء هذه الديانات ينبع من أسباب تاريخية ومادية أكثر مما ينبع من تعاليم الديانات ويظهر لنا التاريخ ذلك.

Mozart said...

طفران

لو أرادت الكويت المساهمة بشكل أيجابي في حل القضية الفلسطينية و في نفس الوقت الاستفادة , لكانت أول خطوة هي التطبيع مع اسرائيل , فهذا الأمر لن يسهم فقط في دعم الفلسطينيين بشكل أكثر فاعلية بل ستحسن صورة الكويت امام العالم المتحضر , بأننا قادرين على اذابة الفوارق الدينية و التاريخية في سبيل السلام و المستقبل