صراع الحضارة و الهمجية

أقيمت بالأمس القريب ندوة تحت مسمى "تعريف الظواهر السلبية" , كوسيلة للحوار بين المؤيدين و المعارضين لهذه اللجنة , و قد حضر إليها نواب و شخصيات و ناشطين يمثلون الطرفين .0

-
رغم أن هذا الحدث يفترض أن يكون حوارا ما بين الحضارة و الهمجية ,إلا بنظري أن هذا الحوار لا طائل منه و نحن عارفون إلى أي طريق سيتجه , فمن أساسيات الحوار هو أن يمتلك الطرفان فكرا , المتدين لا يمتلك فكرا بل يتبع نص ثابت غير قابل للتبديل أو التعديل , و يحاول استخدام القنوات المشروعة و غير المشروعة لنشر هذا الفكر . كيف تناقش شخص لا يملك أن يرد عليك سوى ب"قال الله و قال الرسول"؟ الفرق بين متدين و آخر هو اختيار النصوص الذي يتبعها لا أكثر , فكلاهما يأخذ ما يريد من الكتب المقدسة و يرمي الباقي . و حتى في نمط الحياة هو فقط يقلد تصرفات الشخص الذي توفى قبل ألف و اربعمائه عام و من عاش حوله . 0

-
أما عندما ننظر إلى العلماني و الليبرالي , فنجد أنه يتقيد بالمبدأ لكنه يغير القوانين و الموروثات للتأقلم مع متطورات الحياة و الحداثة , لسخرية القدر أن المتدين يسخر من عصر ما قبل الإسلام و يصف منطقهم بعبارة "هذا ما كان آباءنا و أجدادنا يفعلون " و هو يقوم بنفس الأمر بالضبط , و لو كنا صريحين لقلنا بأن الغالبية العظمى من المسلمين اعتنقوا الدين بالوراثة و التقليد الأعمى و ليس بالاقتناع . 0

-
الدكتور أحمد البغدادي لا زال يعيش الرومانسية الإسلامية و حلم "تجديد الفكر الديني" , فشاهدناه حاضرا بالندوة مسلحا بثقافته و منطقه , وشاهدنا كيف رد عليه النائب الدرويش جمعان الحربش بأنه من المؤسف وجود البغدادي خارج السجن قبل أوانه و هو من شتم الحبيب المصطفى . هذا هو مفهومهم لدين الرحمة و التسامح و تقبل الآخر , أي تعليق سلبي عن "الحبيب" يعتبر شتما رغم أننا لم نرى أكثر من سردا تاريخيا . و هذه هي الكويت منارة الحرية و لؤلؤة الخليج , ترمي مثقفيها في السجن و تجعل المتردية و النطيحة نوابا على الأمة . ما علينا

-
النائب علي الراشد ما زال يعاني من انفصام بالشخصية في مواقفه السياسية , هو معارض للجنة الظواهر السلبية و مؤيد لقانون تجريم التشبيه بالجنس الآخر المطاطي , يطالب بكسر قانون منع الاختلاط و يوافق على قانون حظر التجول للمرأة , يحارب من اجل الدولة المدنية و يشتم العلمانية و العلمانيين الذين هم أساس الدولة المدنية . و برأيي أن " بو فيصل" أما انه لا يملك الثقافة الكافية أو المعرفة كي يفقه ما هي العلمانية و أسسها , أو انه يحاول التكسب السياسي ب"الاستعباط و الجمبزة" و لو أنني أميل إلى الأولى . هل سيصبح الراشد في المستقبل نسخة أخرى من النائب السلفي الحليق الذقن محمد المطير ؟

-
تعبت و أنا اكتب عن مجلس الأمة و بلاويه و عن المسلمين و تخلفهم ,متى سيسدل الستار على هذا المجلس و يريحوننا منه إلى أبد الآبدين ,متى سندرك اننا شعب لا ينفع معنا سوى لغة البسطار مع أسفي البالغ . بالأمس الغرب و الكفرة يحتفلون بهبوط أول مركبة على سطح المريخ , بينما أمة التوحيد ترد عليهم بالسابقة العلمية التي تقول بأن شرب أبوال البعير هو الشافي لكل داء و موجع .0