بفضل الحرية ... قافلة العلم تسير

اضطررت لقطع سلسة موضوع "الوهم و الأكاذيب" بسبب هذا الخبر الذي يعد انجاز غير مسبوق في تاريخ البشرية , ألا و هو إعادة محاكاة نظرية "الانفجار الكبير" و انقشاع الضباب عن أسرار نشرة الكون في المستقبل القريب , و الفضل يعود لمشروع مقام في نفق تحت الأرض تحديدا في الحدود السويسرية الفرنسية , و يعمل عليه مجموعة من العلماء المجتهدين.0
-
في موضوع سابق لي عن الطبقية في الإسلام , استهليت المقدمة بذكر أن الاكتشافات العلمية الحالية المتعلقة بنشاة الكون مثل الإنفجار الكبير أو نظرية الإرتقاء و النشوء لداروين قد تثبت زيف الأديان , و انها مجرد وسيلة لتخدير الشعوب و التحكم بهم , و من ثم تناولت تاريخ الطبقية في الإسلام بشكل مفصل . و عندما قرأت التعليقات تفاجأت بأن معظم الردود قد تركت الموضوع الرئيسي (الطبقية) و تناولت تعليقي عن تلك النظريات و انحيازي لها . و ها هم العلماء اليوم يردون عليهم و سيعملون جاهدين كي يقطعو الشك باليقين او كما نقول نحن بالعامية في لعبة الكوت بو ستة (يا خال او بو ثنتين) أو بالفصحى أما أن تصيب أو تخيب .0
-
لكن ماذا ان صحت النظريات إياها ؟ ماذا سيفعل المسلمون و بالتحديد علماء "الإعجاز القرآني" مثل زغلول النجار ,هل سيعترفون ببطلان النظريات التي روجوها على المسلمين بأنها دليل على عظمة الكتاب المقدس ؟ أم انهم سيحاولون التأقلم مع آخر الاكتشافات العلمية , و سيفتحون القرآن مرة اخرى بحثا عن بعض النصوص المبهمة التي تتفق مع تلك النظريات ؟
-
لكن الأمر الأدهى ماذا لو انه فعلا تم اثبات زيف تاريخ الأديان و أنها أكبر خديعة في التاريخ البشري , سوف تنقلب الكرة الأرضية رأسا على عقب , كل هؤلاء الدعاة و القساوسة و الكهنة سيصبحون بدون عمل ! عمرو خالد لن يظهر على غلاف مجلة فوربس جالسا على طريقة "العراب" كأنجح رجل أعمال عربي في الشرق الأوسط , و لن يستدعي أحد طارق السويدان لإلقاء محاضرات فلسفية فارغة عن النجاح في الحياة و الممات سارقا مجهودات الآخرين , و ستستغني جريدة الوطن عن نبيل العوضي و تلغي برنامجه عن عالم اليوتوبيا الإسلامي المثالي الذي تسير به البعارين و يحمل به الرجال السيوف.0
-
تخيلو أن كل هؤلاء المؤمنين قد أضاعو حياتهم من أجل لا شيء , و بدلا من أن يسهمو في تطور البشرية اكتفو بامراغ انوفهم في التراب خمسة مرات في اليوم بعد ان اولو وجوههم شطر المسجد , و قامو بقراءه و حفظ الكلام الذي تبين أنه بشري و بدوي خالص و ليس صنيعة ما وراء السماء . و ان كل التعاليم التي اتبعوها و فرضوها على الناس قسرا تبينت انها أفكار صحراوية تم تحويلها الى قوانين مكتوبة باسم العقيدة الإلهية.0
-
كيف سيكون حال المسيحيين و الذين يشكلون الغالبية العظمى من متبعي الاديان السماوية على وجه الأرض , عندما يكتشفون بأن المسيح مجرد إنسان عادي لديه أم و أب مثل بقيتنا؟ , و إنه ليس إبن الرب . و كيف سيكون حال اليهود عندما يكتشفون بان موسى شخصية وهمية لم يكن لها وجود من الأساس؟ .0
-
هل سأكون أنا بالنهاية محقا و كم أكره ان أكون كذلك (مثلما تنبأت بنتائج انتخابات البرلمان الكويتي) , ام أن أينشتاين سيكون محقا عندما قال بأن امكانية وجود الإله مرتبطه فقط بوضع القوانين الفيزيائية و تسيير الكون بها بدلا من مراقبة تصرفات الناس و حسابة خطاياهم ؟ أم أن العلماء في سويسرا سيكونون محقين ؟ أم سيتبين أن زغلول النجار هو فلته زمانه ؟ فلننتظر و نرى ...0

----

نعزي الأمريكان بذكرى الحادي عشر من سبتمبر أو غزوة مانهاتن كما يطلق عليها أصحاب الوجوه السمحة , و نود ان نبلغهم بأن مسيرتهم في محاربة الإرهاب لم تكن موفقة طوال تلك الأعوام , كونهم انشغلو بالإرهاب الجسدي و نسو مصدره الاساسي و هو الإرهاب الفكري , المرض الذي يعاني منه اكثر من مليار مسلم.0