التقية التدوينية

الكثير من الشيعة سابقا حاولوا استغلال مساحة الحرية في الشبكة الليبرالية الكويتية للهجوم على الفكر الوهابي السني و على رموز السنة و معتقداتهم , و هؤلاء طبعا انكشفوا عندما قام المشرفين بانتقاد الرموز الشيعية بشكل لاذع عن طريق عرض صورهم من خلال بانر رغم أنهم كانوا جنبا لجنب مع بعض مشايخ السنة و قادة الإخوان المسلمين , الأمر الذي أدى إلى استنكار هؤلاء الأعضاء الطائفيين للبانر و المطالبة بإزالته على الفور . فبالنهاية اتضح أن باب النجار مخلع .0

و عند التحول إلى عالم المدونات نجد أن بعض المدونين ممن يعترفون جهارا بأنهم من الطائفة الشيعية لديهم ميول كبيرة للطرح العلماني , ذلك بسبب اعتقادهم بان الشيعة مظلومين في الكويت و محرومين من بعض الحقوق منها صعوبة الحصول على رخص بناء للحسينيات على عكس المساجد السنية المنتشرة كالفطر , و أمور أخرى مثل فرض تدريس المناهج السنية عليهم رغم وجود اختلافات جذرية في المذهبين كما هو واضح للعيان . و على الرغم من أن طرح هؤلاء المدونين لا غبار عليه إنما بنظري أن كلمتهم هي كلمة حق يراد بها باطل , لأنه بنظري أيضا ضرب من ضروب التقية الطائفية .0

فقبل مطالبة الدولة أو الحكومة بفصل الدين عن الدولة , يجب أن تؤمن الطائفة الشيعية بالعلمانية كوسيلة لإدارة الدولة , لا أن تمتطي العلمانية و حقوق الإنسان حتى تنال مبتغاها , و لا ننسى أن النظام العلماني يؤمن بحرية التعبير و ذلك يشمل نقد الطوائف و الرموز و المعتقدات و من ضمنها الرموز الشيعية . لن يحصل الشيعي على حريته إلى أن يؤمن بحرية غيره , بما معناه أن أي مشروع ديني استبدادي يجب أن يقابل بالرفض حتى و أن تطابق المطروح مع المذهب.0

هفوة المدونين المعنيين الكبرى أنهم غالبا ما يوجهون سهامهم للطوائف الأخرى , و عندما تنتقد طائفته يكيل بمكيالين و يقول كيفهم حرية شخصية أو يتهمك بالطائفية , هذا الوضع طبيعي لأن الكاتب من الداخل يشعر بالتعاطف مع أبناء جلدته , إنما ليس على حساب المبدأ أو الوطن . الصحيح هو أن نشأة الفرد تجعله أدرى بعيوب جماعته هو و كما يقولون أهل مكة أدرى بشعابها . 0

بالنهاية التمس من المدونين الأعزاء بالتحلي بروح النزاهة و التخلي عن هذه التقية المكشوفة , فكيف نعيب زماننا و العيب فينا
---