لا حياة مع اليأس

ا"المتساقطون" , هو مصطلح ظهر في فترة السبعينيات كان يطلق على كل من يرفع الراية البيضاء و يعتزل العمل السياسي . هذه المعلومة قد أبلغني بها الكاتب عبد اللطيف الدعيج , من خلال حوار قصير لكن مثري دار بيننا, قبل أن يصيبه فيروس جعجعة التحالف 0.

-
و كنت قد عاهدت نفسي , في كثير من المرات , بأن أتوقف عن الكتابة بشكل نهائي على الأقل فيما يتعلق بالسياسة المحلية , بذريعة أن الضرب في الميت حرام , و قد أثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة , بأن من كانت يطلق عليها لؤلؤة الخليج في السابق قد ماتت و شبعت موت , بيد أهلها لا بيد عمر .0
-
عزمي إلى الانضمام لنادي "المتساقطين" أو "المتساقطون" ليس فقط بسبب فقداني الأمل في تغيير ثقافة المجتمع الكويتي , إنما أيضا بسبب تحول حياتي داخل الكويت إلى سجن لا يطاق , بينما في خارج الكويت أكتشف بأن الحياة تستحق الحياة . داخل الكويت أنا مجرد حطام بشري و مجمع للخمول و الإحباط و الكسل , و خارجها أنا شعلة من النشاط و الحيوية و العزيمة .0
-
ولكن رغم كل الكلام الذي قلته , إلا أن هناك شيء ما يردعني عن الاستسلام , حتى لو كانت كل المؤشرات تشير إلى النفق المظلم , ربما لأنه داخلي ما زالت هناك نسبة ضئيلة من الأمل , صوت خافت يقول لي بأننا نسقط كي نتعلم النهوض .0
-
و قد يكون السبب الآخر هو التواجد المستمر للآراء الحرة , بإصرارها و عزيمتها على الحداثة و التغيير للأفضل . مثلما هناك مدونات و مواقع عديدة تسم البدن , هناك أيضا مدونات و مواقع إذا وضعت على الجرح تزيله , تكتب فيها عقول متميزة تستحق الاحترام على أقل تقدير .0

-

لذلك حتى و ان لم أكن متفائلا كبقية زملائي المدونين , فسوف أستمر حاليا في محاربة الطواحين , اتباعا لمقولة "انا افكر اذا انا موجود" و ساكتفي بذكرها مرة واحدة و ليس كما فعل بو راكان في احدى مقالاته .0