الكويت و التشريعات المذلة

كويت العظمى بها قوانين عجيبة غريبة ليس لها تفسير منطقي , حتى من وجهة نظر دينية , ناهيك عن الذكر من أن القوانين إياها تعتبر غير دستورية و تقف ضد الحياة الكريمة . لكن وفق منظوري الخاص أنا أجزم بأن سبب تشريع هذه القوانين الرئيسي هو افتراض سوء النية ! أجل فالكويتي و الكويتية ينظر لهما على أنهما "تربية شوارع", و الشعب راضي تماما و يمارس صمت القبور عن هذه الإهانة . و هذه بعض العينات :0

-
عدم تمكن المرأة من استخراج أو تجديد جواز السفر من غير موافقة و حضور ولي الأمر , أتسائل كيف تم تمرير هذا القانون أمام المحكمة الدستورية ؟ حسب اعتقادي بأن الناس سواسية أمام الدستور و لا تفريق بينهم بسبب الجنس . أمر عجيب حقا , هل تم تشريع هذا القانون لأن الدولة لا تستطيع منع المرأة من السفر من غير محرم فأرادت الضحك على ذقون الإسلاميين واسترضائهم بهذا الشرط ؟ المشكلة أن المسألة لم تتوقف على المحرم بل وضعت السلطة المطلقة بيد ولي الأمر فقط . ماذا لو كان ولي الأمر فاقدا للأهلية؟ ماذا لو كان على خلاف قضائي مع من تريد استخراج الجواز؟ ماذا لو كان غير موجود من الأساس ؟ هل يستحق الأمر إثبات هذه الحالات من أجل إنهاء معاملة لا تتعدى الثلاث أيام ؟ يكفي أن تتخيل حاجة امرأة في الخمسينات من العمر إلى موافقة ولي أمرها !! حتى تتمكن من الحصول على جواز السفر . 0

-
منع الكويتي العازب من تأجير شقة أو الإقامة في فندق , قبل أن اعتبر هذا القانون انتهاكا للحرية الشخصية , هو انتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية في اختيار المسكن , إضافة أن هذا القانون أيضا ساقط دستوريا مع مرتبة الشرف . تخيل انك رجل بالغ و موظف و في يوم دخل عليك أبوك و قال بأنه لا يريدك في المنزل , ماذا ستكون ردة فعلك؟ يقول المثل بأن السفينة تغرق إن كان بها أكثر من ربان , و أنا متأكد من أن الكثير يشاطروني الشعور بأن كل رجل يحب بأن يكون صانع القرار في مسكنه, أو على الأقل يشارك في صناعة القرار . هذا القانون به إذلال غير مسبوق للكويتي بوضعه تحت رحمة التشرد في أي لحظة . أما بخصوص الإقامة في الفندق , فبنظري أن أي شخص من حقه بأن يحصل على الراحة و الاستجمام في أي فندق داخل بلده كي يتخلص من ضغوط العمل , و من ثم تتساءلون عن ضعف السياحة و الإقبال على المنتجعات ؟

-
القانون الثاني يجرنا إلى القانون الثالث , و هو عدم توفير الدولة لمسكن خاص للمواطن العازب , و لا داعي لأن اكرر عدم دستورية القانون أيضا و انتهاكه للمساواة بين المواطنين . و كأن الدولة تقول بان لم تكن غنيا أو لم "تتدبس" بالزواج فستظل تحت رحمة ولي أمرك إلى أن تموت.0

-
مثلما قلت في السابق, بأن هذه القوانين يجب أن تغير بسبب امتهانها للكرامة الإنسانية قبل أي شيء آخر , بما أنكم تقولون بأن الكويتي محافظ على تقاليده و قيمه , إذا ليس هناك داعي من فرض الوصاية عليه و التطفل على سلوكياته من أجل تأمين حسن الخاتمة و بيت بطن و ظهر في الفردوس الأعلى .0